تعتبر الجزيرة العربية مهداً للشعوب السامية، وكان الساميون الرعاة الذين استطاعوا أن يهضموا العنصر الحامي في منطقة الخليج العربي يشكلون بداية الانطلاقة للتشكيل البشري لإنسان الخليج، ثم تلت ذلك هجرات القبائل السامية الكبرى التي قذفت بها الجزيرة العربية شمالاً وشرقاً. وكان إقليم الخليج- الذي تشكل الأحساء منه- يعتبر محطة من محطات تلك القبائل، وكانت مياهه معبراً لها إلى الهلال الخصيب، ومما لاشك فيه أن العنصر الفينيقي كان من أوضح العناصر التي شكلت الدفعات الأولى من تلك الهجرات، بل ومن أغلبها في القدم، إذ كانت هجرتهم من شواطئ الخليج حوالي [2500 ق.م]. وقد هاجروا بعد أن كانوا قد استقروا في سواحل الخليج وفي الساحل الأحسائي بالذات لفترات طويلة. يؤيد هذا الرأي المقابر العديدة التي وجدت في هذا الساحل وفي جزر البحرين المقابلة له، إذ أرسل ماوجد في تلك المقابر من آثار إلى المتحف البريطاني، وهناك تقرر أن هذه القبور من أصل فينيقي، ويرجع تاريخها نحو خمسة آلاف عام. والمعروف أن الفينيقيون هم أحد فروع كنعانيون. ويؤكد ويؤكد الباحثون أن العلم والمعرفة يدينان للفينيقين لأنهم أول من اخترع الحروف الهجائية واقدمها وجدت في أوغاريت في شمال غرب سوريا وهي الآن محفوظة في المتحف الوطني بدمشق ، فكانوا بذلك الرواد الأول للتعليم في العالم، ومن ساحل الخليج هذا انتقل الكنعانيون إلى ساحل البحر المتوسط واستقروا في لبنان وسوريا وفلسطين ناقلين معهم أسماء مدنهم كصور وارواد، وجبيل وغيرها.[9] وعلى أثر هجرة الكنعانين من ساحل الأحساء استقر مكانهم (الجرهائيون)وهم فرع من الكلدانيين. وقد جاء وصفهم لمدينتهم على لسان الرحالة اليوناني الشهير استرابون الذي قال عنها: (أسسها مهاجرون كلدانيون من أهل بابل في أرض سبخة، وباؤها من حجارة الملح، تبعد عن سيف البحر ثمانين ألف ذراع.)
اسطرابون
وقد عقب صاحب (تحفة المستفيد بتاريخ الأحساء) على ذلك قائلاً:
..هذه المدينة التي أشار إليها استرابون هي مدينة هجر ويعني بحجارة الملح الجص الأبيض الناصع، وهو موجود في الأحساء بكثرة، وتبنى به البيوت حتى الآن |
تمثال لأنطيوخس الثالث
وجاء وصف بوليبيوس لهذه المدينة:أنها كانت من المراكز التجارية الهامة، وسوقاً من الأسواق النشطة في بلاد العرب وملتقى لطرق القوافل الواردة من جنوب الجزيرة العربية ومن الشام والحجاز والعراق والهند وأن سكانها من أغنى شعوب الجزيرة. وكان عماد ثروتهم الذهب والفضة مما حرك الطمع في نفس الملك السلوقي أنطيوخس الثالث فقاد اسطوله في عام [205 ق.م]قاطعاً به دجلة متوجهاً إليها ليستولي على كنوزها، ولكن أهلها خوفاً منهم على مدينتهم وحباً منهم للسلام وحفاظاً على حريتهم التي كانوا يعتزون بها أرسلوا إليه وفداً يحمل هدية كبيرةً من الذهب والأحجار الكريمة وحملوا معهم إليه رجاءهم بأن لايحرمهم من نعمتين أنعم الله عليهم بها، نعمة السلام والحرية فقبل أنطوخس الهدية وقفل عائداً إلى بلاده.[10] وربما كانت الصحراء القاحلة وماتحمله المغامرة عبر مفاوزها السبب الرئيس الذي أقنع الملك السلوقي بالعودة عن عزمه. وعندما ظهرت الدعوة الإسلامية أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم إلى هذا الإقليم العلاء بن عبد الله الحضرمي الذي استطاع اقناع حاكم هجر آنذاك (المنذر بن ساوى) بالخول في الإسلام، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم قد أرسل له مع العلاء رسالة هذا نصها : (...بسم الله الرحمن الرحيم. من محمد رسول الله إلى المنذر بن ساوى، فإني أحمد الله لا إله إلا هو أما بعد: فإن من صلى صلاتنا ونسك نسكنا واستقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا فذاك المسلم، له ما لنا، وعليه ما علينا، له ذمة الله ورسوله، ومن أحب ذاك من المجوس فهو آمن ومن أبى فعليه الجزية). وظلت بلاد البحرين تتبع مقر الخلافة الإسلامية في الحجاز أو في الشام، أو في بغداد، إلى أن ظهر فيها رجل يسمى أبو سعيد الجنابي سنة 286 هـ-899 م. واستطاع أن يقود ثورة فيها وأغار على عاصمتها هجر في السنة التالية فاحتلها بعد أن تغلب على جيش (المعتضد) وعاث في الإقليم فساداً. ثم جمع جيشاً من أتباعه وزحف بهم على البصرة سنة 311 هـ/923 م. واحتلها ونهبها ثم عاد إلى الإقليم. ولكن غزواته للعراق تعددت بعد ذلك. وفي سنة 317 هـ/929 م. بنى أبو طاهر مدينة بجانب مدينة هجر سماها 'الأحساء' وهي التي نمت وأصبحت قاعدة البلاد- قال الحيدري في ذلك (... ومن أعظم بلاد البحرين) [11]. وأشهرهاهجر، وهي التي كانت قاعدة بلاد البحرين في الزمن المتقدم، فخربها القرامطة عند استيلائهم على البحرين وبنوا مدينة الأحساء ونزلوها وصارت قاعدة البحرين. ومن مدينة الأحساء التي بناها القرامطة أخذ الإقليم اسمه فيما بعد. وفي نفس العام الذي تأسست فيه مدينة الأحساء زحف زعيم القرامطة إلى مكة وقتل من فيها من حجيج ذلك العام خلقاً كثيراً واقتلع الحجر الأسود وعاد به إلى الأحساء وبقي في إحدى قراها حتى عام (339 هـ/950 م). حيث أُعيد إلى مكة المكرمة بعد موت أبي طاهر.[12]. ولقد كانت الأحساء في ظل القرامطة مركزاً زحف منه هؤلاء إلى العراق والشام ومصر وأثاروا الرعب في قلوب المسلمين في تلك البلدان. ثم تتابع على حكم الأحساء كل من العيونيين، وآل زامل الجبري، والي مغامس ثم جاء البرتغاليون فاحتلوها حوالي[927 هـ/1520 م]. وظلوا يحتلونها حتى تمكن الأتراك العثمانيون من طردهم وإخراجهم منها حوالي عام [958 هـ/1551 م]. ومنذ استيلاء الأتراك على هذا الإقليم ارتبطت الأحساء مع شقيتها القطيف بتاريخ سياسي واحد وانفصلت عنهما جزيرة أوال التي استقلت باسم البحرين.
محمد علي باشا
ولم تدم فترة حكم الأتراك العثمانيين في الأحساء طويلاً، إذ ثارت عليهم قبيلة بني خالد بقيدة زعيمها (براك بن غرير) الذي استطاع طرد العثمانيين من بلاده، وأعلن نفسه ملكاً على الأحساء والقطيف سنة 1081 هـ/1670 م. واستطاع أبناؤه وأحفاده من بعده أن يؤسسوا دولة قوية في هذه البقاع، إلى أن ظهرت الدعوة السلفية على يد الشيخ محمد بن عبد الوهاب في نجد، فثار صراع عنيف بين آل سعود، وآل عريعر زعماء بني خالد، انتهى بتغلب السعوديين فأخضعوا الأحساء لحكمهم حوالي عام 1207 هـ/1793 م. وكان السبب في تأخير السعوديون لاحتلالهم للأحساء أنهم خلال النصف الثاني من القرن الهجري الثاني عشر شغلوا موقفهم في قلب الجزيرة العربية حتى تمكنوا من تحقيق وحدة نجد ثم سعوا إلى توسيع رقعة بلادهم وم نفوذهم نحو الخليج العربي، فكان فتحهم للأحساء يعتبر نصراً عوضهم عن فقد زعيهم الديني وقائد حركتهم الشيخ محمد بن عبد الوهاب الذي توفي سنة 1206 هـ/1798 م. وبعد ذلك استطاع السعوديون إعادة جزيرة أوال إلى الأحساء وكونوا من هذا الإقليم وحدة سياسية تابعة لهم، فجعلوها ولاية شبه مستقلة ووضعوا عليها عاملاً من قبلهم هو عبد الله بن عفيصان واتخذ هذا من البحرين مقراً لإدارته وبدأ السعوديون من قاعدتهم في الأحساء يتطلعون للتوسع في بلدان الخليج شمالاً وجنوباً. إلا أن خطرهم بات يهدد الدولة العثمانية في أقاليمها المجاورة كالعراق والشام والحجاز، فسيرت عليهم حملة من قبل واليها على مصر آنذاك محمد علي باشا ، الذي استطاع هو وأبناؤه أن يقوضوا عرش الدولة السعودية الأولى حين تمكن ابنه إبراهيم باشا من احتلال الدرعية عام 1818 م. ثم توجه إلى الأحساء فاحتلها لعلمه بأهميتها الاقتصادية والاستراجية بالنسبة لوجوده في نجد.
ولكن إبراهيم جوبه من قبل الدولة العثمانية وواليها على بغداد حيث كانت الدولة تدرك أطماع محمد علي وخافت أن تلتقي مطامعه مع مطامع بريطانيا التي بدأت تنشط في الخليج، لذا أوعزت إلى محمد علي بالانسحاب ونفذ محمد علي الأوامر، وانسحبت قوات إبراهيم باشا من الأحساء عام 1819 م. وتابعت انسحابها من نجد أيضاً ثم تلت ذلك فترة استقلال محلي في حكم الأحساء على يد بني خالد، ولكنهم هزموا أمام قوات السعودييون الذي عادوا للسلطة من جديد [13]، مما اضطر محمد علي إلى أن يوجه إلى نجد والأحساء حملة أخرى بقيادة خورشيد باشا سنة 1838 م. ولكن بريطانيا وقفت ضد توسع هذه الحملة في الخليج، وأخيراً انسحبت تلك الحملة وعادت الأحساء تخضع للسعوديوون من جديد حتى سنة 1871 م[14]. وفي ذلك العام استطاع الأمير عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل استعادة الأحساء من أيدي الأتراك. ومنذ تلك اللحظة إلى الآن وهي تشكل جزءاً من الدولة السعودية الثالثة بل وغدت من أهم بقاع المملكة العربية السعودية حالياً.
يعتقد أن تاريخ الأحساء يعود إلى أكثر من 4000 سنة وسم <ref>
غير صحيح؛ أسماء غير صحيحة، على سبيل المثال كثيرة جدا قبل الإسلام ومن الأقوام التي تعاقبت على السكن في الأحساء قبل الإسلام الساميون - الفينيقيون -الكنعانيون حضارة دالمون - طسم - جديس - بنو عبد القيس - بنو العبيد
ذكر القلشقندي في كتابه صبح الأعشى نقلاً عن بن خلدون أن البحرين جزء من مملكة عاد، وقد ملكوا جميع جزيرة العرب، وهي الأرض التي أحاط بها بحر الهند من جنوبها وبحر الحجاز من غربيها والبحر الأخضر من شرقيها، وامتد ملكهم إلى الشام ومصر، وهم بنو عاد بن أرم بن سام بن نوح، وكانت منازلهم وكرسي مملكتهم بالأحقاف، بين عمان وحضر موت، قلت: تعرف الآن بالربع الخالي وهي من المملكة العربية السعودية في الوقت الحاضر لايفصلها عن بلاد الأحساء من شيء، ولما عظم ملك عاد عظم طغيانهم وانتحلوا عبادة الأصنام، فبعث الله إليهم أخاهم هود بن عبد الله بن رباح بن الخلود بن عاد، فدعاهم إلى عبادة الله وحده كما جاء القران الكريم.
من حوالي 220 ق.م قامت مملكة في الأحساء عرف ملوكها ب"ملوك هجر" معلوماتنا عنهم هي ناتجة عن دراسة لعملاتهم التي نقشت عليها اسماؤهم بخط المسند.
الترتيب | الحـــاكــم | فترة الحكم (ق.م) |
---|---|---|
1 | ابياثا | 220-200 |
2 | غير معروف | 200-190 |
3 | حارثة | 190-170 |
4 | غير معروف (قد يكون تالبوش والد أبئيل) | 170-160 |
5 | ابئيل | 160-140 |